مجتمع مكة الذي بلغ في عناده، والذي بلغ في جحوده- في أكثريته- إلى درجة أن البعض منهم توجهوا بالدعاء إلى الله قائلين، كما حكى القرآن الكريم عنهم: {وَإِذْ قَالُواْ اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَـذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } [الأنفال: 32]، قالوا: [خلاص، نحن لا نريد هذا الحق أبدًا، وإذا كان هو الحق من عندك يا الله]، يدعون الله على أنفسهم بأن يمطر عليهم حجارةً من السماء فتبيدهم نهائيًا، أو أن يعاجلهم بعذابٍ أليم ليتخلصوا من ذلك الحق، ما هو ذلك الحق الذي بلغوا من نفورهم منه، وعنادهم تجاهه، وكرههم له إلى درجة أن يدعوا على أنفسهم بالهلاك بهذه الطريقة المخيفة: مطر، حجارة من السماء، أو عذاب أليم يجتاحهم ويبيدهم، شيءٌ غريب! دين عظيم، فيه الخير، فيه الشرف، فيه السعادة، فيه الحرية، فيه الكرامة، فيه العزة، فيه السمو، فيه رحمة الله في
اقراء المزيد